قصة اختطاف طائرة ركاب سورية من قبل طائرات اسرائيلية ( 1954 )
تكشف المادة التي ننشرها اليوم عن حادثة قرصنة اسرائيلية قامت خلالها طائرات اسرائيلية باختطاف طائرة ركاب سورية واجبارها على الهبوط في مطار اللد حيث قضوا ثلاث ايام في اسرائيل قبل ان يعودوا لدمشق
وبحسب مجلة الرقيب لصاحبها عثمان شحرور فقد وقعت حادثة الاختتطاف في يوم الاحد 12 كانون الاول عام 1954 ، حيث نشرت المجلة تفاصيل وافية عن حادثة الاحتطاف هذه.
وبهذه المادة نفتتح محور " مجلة الرقيب" التي اسست في العام 1947 و سننشر بعض مضمون اصدارتها الى جانب المجلات واالصحف بدأنا بنشر موادها قبلا ، من الصحف والمجلات الموجودة بارشيف مكتبة سيريانيوز و هو ارشيف يغطي مساحة زمنية واسعة من تاريخ الصحافة السورية والعربية.
قصة حادث اختطاف الطائرة السورية
مجلة الرقيب - العدد 394 السبت 18 كانون الأول 1954 السنة السابعة
في الساعة السادسة والنصف من صباح يوم الأحد الماضي ، أقلعت من مطار المزة طائرة الركاب من طراز داكوتا التابعة للخطوط الجوية السورية ، قاصدة القاهرة ، وكان على متنها خمسة ركاب هم : السيدة صبيحة الحنبلي المنزلاوي زوجة المحامي المصري الأستاذ المنزلاوي والسادة شريف قطمة من موظفي الخارجية السورية وعادل مغربية من الجمرك السوري وانطون أسود تاجر من مدينة حلب والمستر رالف هنسون أميركي من رجال الأعمال.
أما ملاحو الطائرة فكانوا خمسة أيضاً هم السادة : الكابتن باسيل قائد الطائرة وهو يوناني الأصل والملازم الأول عبده وهبي مساعد القائد وعبد القادر العجلاني ضابط اللاسلكي في الطائرة وحسن سيد اسماعيل مهندس الطائرة وهو مصري ، والأنسة كلير مضيفة الطائرة .
الو .. مزة ! .
وبعد أن قطعت الطائرة خط صيدا الجوي واتجهت نحو البحر وبينما كان الركاب يتبادلون الأحاديث المعتادة ، اذ شاهدت المضيفة طائرة صغيرة تجتاز الطائرة السورية إلى أسفل ثم صاحت بموظف اللاسلكي السيد عجلاني قائلة : هناك طائرة سقطت في البحر . وسارع العجلاني إلى النافذة وسرعان ما رأى طائرة نفاثة تسير بمحاذاة الطائرة ، وحدق النظر فيها فإذا بها طائرة يهودية ، فأخبر قائد الطائرة وسارع بالاتصال لاسلكيا بمطار دمشق قائلا !
ــ هناك طائرة يهودية تسير بمحاذاتنا ، فأجابه المطار : ابق على اتصال بنا وانتظر التعليمات .
الاتصال بالمطارات
وبعد قليل لمح قادة الطائرة طائرة نفاثة يهودية ثانية تسير مع الطائرة الأولى فوق الطائرة السورية فأخبر العجلاني مطار دمشق بذلك ، وسأل المطار عن الموقع بالضبط فأجاب العجلاني : على بعد 75 ميلا داخل البحر .. وكانت مطارات بيروت والقاهرة وقبرص تستمع إلى هذه المكالمات بعد أن قطعت اتصالاتها وأخذت تستمع إلى قصة الطائرة .
الحقونا
وبعد هنيهة تقدمت الطائرتان اليهوديتان من الطائرة السورية وفتحا عجلاتها إنذارا للطائرة السورية بأن تتبعهما وهو اصطلاح معروف في عالم الطيران ــ وتكلم قائد الطائرة السورية الكابتن باسيلي مع الطائرتين اليهوديتين بالانكليزية :
ــ لماذا نتبعكما ؟
فجاء الرد : اتبعنا وإلا اطلقنا عليك النار ...
وقبل أن يغير القائد اتجاهه اتصل بمطار دمشق مرة أخرى وأخبره بالتطورات الجديدة فقيل له : اتجه إلى حيث يريدون ..
في مطار اللد
وأعطيت التعليمات من الطائرة اليهودية إلى الطائرة السورية بالاتجاه الجديد نحو مطار اللد ، وكانت الساعة قد بلغت الثامنة إلا عشر دقائق .
وحطت الطائرة السورية في مطار اللد بحراسة أربع طائرات يهودية مقاتلة ، ونزل الركاب ، فوجدوا عددا ً من رجال البوليس والجيش في انتظارهم بالمطار .
وكان الركاب والملاحون جميعاً بدون استثناء في معنويات عالية جداً ، وكان بعضهم يتبادل النكات مع الآخرين . فسيقوا إلى ركن في مطعم المطار تحت حراسة البوليس ومأموري الأمن العام وبعد قليل أطلق سراح الراكب الأميركي المستر هنسون الذي طمأن الركاب بأنه ذاهب ليفهم العالم في الخارج حقيقة الحادثة.
ما هي أخباركم ؟
ومن ثم راح البوليس يحقق مع الركاب والملاحين ويوجهون اليهم اسئلة عن الأمور العسكرية ، فلم يظفروا منهم بشيء .
وعند الظهر قدموا لهم الطعام وسمحوا للمصورين والصحفيين بمقابلتهم ، وبعد الظهر استأنفوا استجوابهم فلم يسمعوا منهم إلا كلمة (( لا نعرف )) وفي المساء نقلوهم إلى فندق بمدينة اللد فنام الملاحون في غرفة والركاب في غرفة ثانية واعطيت غرفة للسيدتين .
وفي الصباح استأنف المحققون استجوابهم فكان الجواب : لا نعرف شيئاً ، وكان المحققون يتكلمون اللغة العربية.
وعند الظهر أفرج عن السيدة صبيحة المنزلاوي وحسن اسماعيل مهندس الطائرة وهو من التبعية المصرية حيث نقلا إلى غزة .
لن أذهب وحدي
وقالوا للكابتن باسيلي أنت حر تستطيع أن تسافر ، فأجاب : ـ لا .. لن أذهب وحدي ، ولن أغادر المطار إلا على متن طائرتي ومع رجالي من الملاحين والركاب الباقين .
فقيل له : إننا سنعيدك إلى حيث تريد .. فقال : من المستحيل أن أذهب إلا على متن طائرتي وبصحبة الجميع .
إلى المعتقل
وفي المساء أفرجوا عن المضيفة كلير وعن السيد أسود الراكب السوري حيث سلما إلى السلطات المسؤولة في الحدود ونقلوا الباقين إلى أحد المعتقلات بقرب اللد بعد أن طلبوا إليهم أن يسجلوا أحاديث تطمئن أهاليهم بعد أن أصبحوا معتقلين .
الأكل ... زفت ! .
وكان الطعام في المعتقل مؤلف من قطعة خبز وقطعتين بندورة وبصل .. والمنامة على سرير ضيق عليه فراش من القش وبطانية بدون مخدة .
وفي الليل وافاهم ضباط الأمم المتحدة فتحدثوا إليهم وطمأنوهم وفي صباح اليوم الثالث حضرت سيارة جيب عسكرية ونقلوهم فيها إلى مطار اللد حيث وجدوا الكابتن باسيلي بانتظارهم وقد أخبرهم أنهم سيعودون إلى دمشق .
العودة إلى دمشق
وهكذا صعدوا إلى طائرتهم في الوقت المحدد ، وأقلعت الطائرة من مطار اللد ، وفي اللحظة التي أقلعت فيها الطائرة سارع ضابط اللاسلكي إلى الاتصال بمطار دمشق قائلاً :
ـ نحن في طريقنا إلى دمشق ووصلت الطائرة إلى مطار المزة في الساعة الرابعة تماما .
تصريح هانسون
تكشف المادة التي ننشرها اليوم عن حادثة قرصنة اسرائيلية قامت خلالها طائرات اسرائيلية باختطاف طائرة ركاب سورية واجبارها على الهبوط في مطار اللد حيث قضوا ثلاث ايام في اسرائيل قبل ان يعودوا لدمشق
وبحسب مجلة الرقيب لصاحبها عثمان شحرور فقد وقعت حادثة الاختتطاف في يوم الاحد 12 كانون الاول عام 1954 ، حيث نشرت المجلة تفاصيل وافية عن حادثة الاحتطاف هذه.
وبهذه المادة نفتتح محور " مجلة الرقيب" التي اسست في العام 1947 و سننشر بعض مضمون اصدارتها الى جانب المجلات واالصحف بدأنا بنشر موادها قبلا ، من الصحف والمجلات الموجودة بارشيف مكتبة سيريانيوز و هو ارشيف يغطي مساحة زمنية واسعة من تاريخ الصحافة السورية والعربية.
قصة حادث اختطاف الطائرة السورية
مجلة الرقيب - العدد 394 السبت 18 كانون الأول 1954 السنة السابعة
في الساعة السادسة والنصف من صباح يوم الأحد الماضي ، أقلعت من مطار المزة طائرة الركاب من طراز داكوتا التابعة للخطوط الجوية السورية ، قاصدة القاهرة ، وكان على متنها خمسة ركاب هم : السيدة صبيحة الحنبلي المنزلاوي زوجة المحامي المصري الأستاذ المنزلاوي والسادة شريف قطمة من موظفي الخارجية السورية وعادل مغربية من الجمرك السوري وانطون أسود تاجر من مدينة حلب والمستر رالف هنسون أميركي من رجال الأعمال.
أما ملاحو الطائرة فكانوا خمسة أيضاً هم السادة : الكابتن باسيل قائد الطائرة وهو يوناني الأصل والملازم الأول عبده وهبي مساعد القائد وعبد القادر العجلاني ضابط اللاسلكي في الطائرة وحسن سيد اسماعيل مهندس الطائرة وهو مصري ، والأنسة كلير مضيفة الطائرة .
الو .. مزة ! .
وبعد أن قطعت الطائرة خط صيدا الجوي واتجهت نحو البحر وبينما كان الركاب يتبادلون الأحاديث المعتادة ، اذ شاهدت المضيفة طائرة صغيرة تجتاز الطائرة السورية إلى أسفل ثم صاحت بموظف اللاسلكي السيد عجلاني قائلة : هناك طائرة سقطت في البحر . وسارع العجلاني إلى النافذة وسرعان ما رأى طائرة نفاثة تسير بمحاذاة الطائرة ، وحدق النظر فيها فإذا بها طائرة يهودية ، فأخبر قائد الطائرة وسارع بالاتصال لاسلكيا بمطار دمشق قائلا !
ــ هناك طائرة يهودية تسير بمحاذاتنا ، فأجابه المطار : ابق على اتصال بنا وانتظر التعليمات .
الاتصال بالمطارات
وبعد قليل لمح قادة الطائرة طائرة نفاثة يهودية ثانية تسير مع الطائرة الأولى فوق الطائرة السورية فأخبر العجلاني مطار دمشق بذلك ، وسأل المطار عن الموقع بالضبط فأجاب العجلاني : على بعد 75 ميلا داخل البحر .. وكانت مطارات بيروت والقاهرة وقبرص تستمع إلى هذه المكالمات بعد أن قطعت اتصالاتها وأخذت تستمع إلى قصة الطائرة .
الحقونا
وبعد هنيهة تقدمت الطائرتان اليهوديتان من الطائرة السورية وفتحا عجلاتها إنذارا للطائرة السورية بأن تتبعهما وهو اصطلاح معروف في عالم الطيران ــ وتكلم قائد الطائرة السورية الكابتن باسيلي مع الطائرتين اليهوديتين بالانكليزية :
ــ لماذا نتبعكما ؟
فجاء الرد : اتبعنا وإلا اطلقنا عليك النار ...
وقبل أن يغير القائد اتجاهه اتصل بمطار دمشق مرة أخرى وأخبره بالتطورات الجديدة فقيل له : اتجه إلى حيث يريدون ..
في مطار اللد
وأعطيت التعليمات من الطائرة اليهودية إلى الطائرة السورية بالاتجاه الجديد نحو مطار اللد ، وكانت الساعة قد بلغت الثامنة إلا عشر دقائق .
وحطت الطائرة السورية في مطار اللد بحراسة أربع طائرات يهودية مقاتلة ، ونزل الركاب ، فوجدوا عددا ً من رجال البوليس والجيش في انتظارهم بالمطار .
وكان الركاب والملاحون جميعاً بدون استثناء في معنويات عالية جداً ، وكان بعضهم يتبادل النكات مع الآخرين . فسيقوا إلى ركن في مطعم المطار تحت حراسة البوليس ومأموري الأمن العام وبعد قليل أطلق سراح الراكب الأميركي المستر هنسون الذي طمأن الركاب بأنه ذاهب ليفهم العالم في الخارج حقيقة الحادثة.
ما هي أخباركم ؟
ومن ثم راح البوليس يحقق مع الركاب والملاحين ويوجهون اليهم اسئلة عن الأمور العسكرية ، فلم يظفروا منهم بشيء .
وعند الظهر قدموا لهم الطعام وسمحوا للمصورين والصحفيين بمقابلتهم ، وبعد الظهر استأنفوا استجوابهم فلم يسمعوا منهم إلا كلمة (( لا نعرف )) وفي المساء نقلوهم إلى فندق بمدينة اللد فنام الملاحون في غرفة والركاب في غرفة ثانية واعطيت غرفة للسيدتين .
وفي الصباح استأنف المحققون استجوابهم فكان الجواب : لا نعرف شيئاً ، وكان المحققون يتكلمون اللغة العربية.
وعند الظهر أفرج عن السيدة صبيحة المنزلاوي وحسن اسماعيل مهندس الطائرة وهو من التبعية المصرية حيث نقلا إلى غزة .
لن أذهب وحدي
وقالوا للكابتن باسيلي أنت حر تستطيع أن تسافر ، فأجاب : ـ لا .. لن أذهب وحدي ، ولن أغادر المطار إلا على متن طائرتي ومع رجالي من الملاحين والركاب الباقين .
فقيل له : إننا سنعيدك إلى حيث تريد .. فقال : من المستحيل أن أذهب إلا على متن طائرتي وبصحبة الجميع .
إلى المعتقل
وفي المساء أفرجوا عن المضيفة كلير وعن السيد أسود الراكب السوري حيث سلما إلى السلطات المسؤولة في الحدود ونقلوا الباقين إلى أحد المعتقلات بقرب اللد بعد أن طلبوا إليهم أن يسجلوا أحاديث تطمئن أهاليهم بعد أن أصبحوا معتقلين .
الأكل ... زفت ! .
وكان الطعام في المعتقل مؤلف من قطعة خبز وقطعتين بندورة وبصل .. والمنامة على سرير ضيق عليه فراش من القش وبطانية بدون مخدة .
وفي الليل وافاهم ضباط الأمم المتحدة فتحدثوا إليهم وطمأنوهم وفي صباح اليوم الثالث حضرت سيارة جيب عسكرية ونقلوهم فيها إلى مطار اللد حيث وجدوا الكابتن باسيلي بانتظارهم وقد أخبرهم أنهم سيعودون إلى دمشق .
العودة إلى دمشق
وهكذا صعدوا إلى طائرتهم في الوقت المحدد ، وأقلعت الطائرة من مطار اللد ، وفي اللحظة التي أقلعت فيها الطائرة سارع ضابط اللاسلكي إلى الاتصال بمطار دمشق قائلاً :
ـ نحن في طريقنا إلى دمشق ووصلت الطائرة إلى مطار المزة في الساعة الرابعة تماما .
تصريح هانسون
وقد صرح المستر هانسون الراكب الأميركي لجريدة الجمهورية فور وصوله إلى القاهرة بأن
أعمال اليهود كانت (( قرصنة )) وأكد بأن الطائرة السورية لم ترتكب أية مخالفة وقال
بأنه قال ذلك للمحققين اليهود في اللد وأن أحد كبار الموظفين الإسرائيليين رد عليه
بقوله :
(( إننا نود أن نكون أصدقاء مع العرب ، ونسعى لتحقيق ذلك )) فرد
عليه هانسون على الفور بأن هذه ليست الطريقة لكسب الأصدقاء
0 تعليق
اتبع التعليمات لاضافة تعليق